أثارت ظاهرة الرشاقة التي تتمتع بها غالبية الفتيات والسيدات الفرنسيات وانخفاض معدلات البدانة في فرنسا عموما, بالرغم مما يتميز به المطبخ الفرنسي من أنواع الطعام الدسمة وكثرة الأطباق الشهية, استياء وفضول الكثيرات في الولايات المتحدة التي تزداد فيها نسبة البدانة وإفراط الوزن بصورة مطردة.
وبالرغم من أن النساء في هذين البلدين يعتمدن نظاما غذائيا مقسما على ثلاث وجبات يوميا, أوضح الخبراء في جامعة بنسلفانيا الأمريكية, أن سر الرشاقة الفرنسية يكمن في تناول وجبات صغيرة الحجم وعدم تناول أية أطعمة بينها.
وأشار هؤلاء إلى أن الفرنسيات يحرصن على تناول وجبتي الغداء والعشاء متكاملتين, وهو ما يغنيهن عن الأكل بين الوجبات التي يعتبرنها ظاهرة غير صحية على الإطلاق.
بينما تفرط الأمريكيات في الأكل بين الوجبات الثلاث الرئيسة, ولهذا السبب ازدادت معدلات البدانة في أمريكا إلى حدود غير معقولة بينما لا تعاني سوى 8 في المائة فقط من الفرنسيات, من وزن زائد.
وعند مقارنة حجم الوجبات في مطاعم المأكولات السريعة, خصوصا البيتزا والآيس كريم, في كلتا الدولتين وحجم الكميات التي توصف في كتب الطهي, اكتشف الباحثون أن الفرنسيين لا يتناولون إلا كميات صغيرة في هذه المطاعم, عكس الأمريكيين الذين يعتمد نمطهم الدعائي للأغذية على إبراز الحجم الكبير للأطعمة والوجبات التي تسبب تراكم السعرات الحرارية الإضافية في الجسم مع مرور السنوات والإصابة بالبدانة.
ووجد الباحثون أيضا أن الوجبات التي تقدم في سلاسل المطاعم السريعة الأمريكية أكبر بنسبة 72 في المائة من تلك التي تقدمها نفس المطاعم بفرنسا, كما لوحظ أن وزن الساندويتش الفرنسي يبلغ 277 غراما, مقابل 346 غراما لنظيره الأمريكي, بزيادة حوالي 25 في المائة.